
أحيدوس يُشعل قلب إفران في مهرجانها الدولي ويوقظ ذاكرة الجبل
هبة بريس – ع محياوي
في مدينة تتنفس هواء الجبل وتنهل من ينابيعه صفاءً وهوية، لم يكن افتتاح مهرجان إفران الدولي في دورته السابعة مجرد لحظة احتفالية عابرة، بل بدا وكأنه بعث رمزي لذاكرة جماعية ظلت صامدة في وجه النسيان، واستدعاء فني لمعالم الأصالة التي تسكن تفاصيل الأطلس المتوسط.
وسط أهازيج أحيدوس التي دوّت من منصة التاج، انطلقت شرارة مهرجان وُلد من رحم الإصرار، ليكون فضاءً سنويًا للاعتراف بالثقافة المغربية كقوة ناعمة ورافعة تنموية. أكثر من 60 ألف متفرج حجّوا إلى ساحة العرض التاج في ليلة استثنائية بداية المهرجان مع أحيدوس ، تحوّلت فيها إيقاعات الدفوف إلى نداء داخلي يستنفر الحس الجمعي، ويُعيد وصل ما انقطع بين الإنسان وأرضه، بين الفن وذاكرته.
لكن ما جعل هذه الدورة تنبض بخصوصية واضحة، ليس فقط الحضور الجماهيري أو جمالية اللوحات المقدمة، بل ذلك التماهي العميق بين الرؤية التنظيمية والمسؤولية المؤسساتية. فنجاح المهرجان لم يأتِ صدفة، بل هو حصيلة مسار طويل بدأه العامل السابق لإقليم إفران، السيد عبد الحميد المزيد، الذي راهن على الثقافة كرافعة للاستثمار في الإنسان والمجال. واليوم، يتواصل هذا الإرث باحترافية وتفانٍ تحت إشراف العامل الحالي إدريس مصباح، الذي يُراكم تجربة ميدانية أساسها الإنصات والفعالية، مدعومًا بفريق عمل يعكس روح الانسجام والتخطيط المتقن.
أما الأمن، فكان العنوان الأبرز للثقة؛ حضور مهني دقيق، توزيع ذكي للفرق الأمنية، وانسيابية في التنظيم جعلت من التجربة الثقافية لحظة طمأنينة قبل أن تكون عرضًا فنيًا.
في كرنفال إفران الذي جال وسط مدينة إفران على إيقاعات فنية ، لا تُعرض الفنون فحسب، بل يُعاد تعريف معنى الانتماء، وتُكتب فصول جديدة من الذاكرة المغربية المشتركة، حيث تصبح الثقافة جسراً لا يربط بين الأجيال فقط، بل بين الحاضر وأفق التنمية المستدامة.
وفيما تستمر فعاليات الدورة السابعة حتى 26 يوليوز الجاري، مهرجان إفران يؤكد من جديد أنه ليس مجرد تظاهرة فنية، بل مشروع مجتمعي يتنفس من تراب الجبل ويغني بصوت التاريخ، وهو يحتفي بالإنسان والمكان والهوية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X