أرقام رسمية.. انهيار أمني شامل بالجزائر وسط تصاعد الإرهاب وسيطرة بارونات المخدرات

هبة بريس

رغم مرور عقود على ما سُمي بـ”العشرية السوداء” التي اندلعت بالجزائر وبالرغم من ما تزعمه سلطات النظام العسكري من “مجهودات جبارة” للقضاء على الإرهاب، تكشف الأحداث الأخيرة التي جرت أن الإرهاب ما يزال متغلغلاً، وأنه بات يتكامل مع الترويج الضخم للمخدرات دون حسيب ولا رقيب، من حيث النوع والكم، في مشهد يعكس انهياراً أمنيا ممنهجاً.

انتشار الجماعات الإرهابية بالجزائر

وفي أحدث البيانات الرسمية، أفادت السلطات الجزائرية أنها قضت على ثلاثة إرهابيين، بينما سلّم اثنان آخران نفسيهما خلال شهر ماي فقط.

أما بالنسبة للجيش، فحسب ما أعلنه من “حصيلة عملياتية”، فقد ألقى القبض على 45 عنصراً من الداعمين للجماعات الإرهابية، واعتقل 1088 شخصاً متورطين في التهريب والتنقيب غير المشروع عن الذهب، إلى جانب 194 مروجاً للمخدرات، و2222 مهاجراً غير نظامي.

وتكشف الحصيلة نفسها عن أرقام صادمة: حجز 26.80 قنطاراً من الكيف، و52.07 كيلوغراماً من الكوكايين، بالإضافة إلى أكثر من أربعة ملايين و489 ألف قرص مهلوس.

الجزائر غارقة في الإرهاب وترويج المخدرات

كما أعلنت مصالح أمن العاصمة توقيف 14 شخصاً يشتبه في انتمائهم لشبكات إجرامية متخصصة في الإتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، مع حجز 9.5 كلغ من المخدرات و8243 قرصاً مهلوساً، فضلاً عن أكثر من مليار و362 مليون سنتيم من العائدات، وست مركبات، وأسلحة بيضاء مختلفة.

هذه الأرقام، حين تصدر من قنوات رسمية، تؤكد بجلاء أن البلاد غارقة في مزيج خطير من الإرهاب وترويج المخدرات، وهو ما ينسف، من الأساس، كل الدعاية الفارغة التي يسوقها النظام عن قوة الدولة وقدرتها الإقليمية والدولية حينما تم وصفها ب “القوة الضاربة”.

وليس الضرر هنا محصوراً في الجانب الأمني فحسب، بل يمتد ليشكل ضربة سياسية قاصمة، حيث يتبدد ما تبقى من ثقة المجتمع الدولي في الجزائر الغارقة في فوضى الجرائم والإرهاب، ما يؤكد فشل حملات العلاقات العامة والإعلام في التستر على واقع مأساوي مكشوف ينخر البلاد.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى