إعلام مليشيات البوليساريو يقر بانهيار “دبلوماسيته” تحت ضربات المغرب داخل الاتحاد الإفريقي

هبة بريس

تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية حالة من الارتباك الداخلي وسط تنامي الأصوات المنتقدة لشللها الدبلوماسي، في وقت تتوالى فيه الهزائم السياسية والتنظيمية على الصعيدين الإفريقي والدولي.

تفكيك وإعادة بناء الجهاز الدبلوماسي

ففي سابقة نادرة، أطلقت وسيلة إعلامية محسوبة على الجبهة نداءً صريحًا يدعو إلى “تفكيك وإعادة بناء شاملة للجهاز الدبلوماسي”، بعدما باتت مجرد المشاركة في قمم الاتحاد الإفريقي تُقدَّم كإنجاز، في دلالة واضحة على تآكل حضور الجبهة وتراجع تأثيرها.

وتُرجع الوسيلة ذاتها هذا الانحدار إلى فشل البوليساريو في صياغة استراتيجية دبلوماسية متماسكة، الأمر الذي أفسح المجال أمام المغرب لتعزيز موقعه، خاصة داخل هياكل الاتحاد الإفريقي، الذي يشهد اليوم تزايدًا ملحوظًا في الدعم للمبادرات المغربية.

وتُعدّ أبرز صور هذا التراجع، بحسب المصدر، عجز الجبهة عن وقف زحف فتح القنصليات الإفريقية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وهي خطوات يُنظر إليها كضربات دبلوماسية موجعة للجبهة وحاضنتها الجزائر.

تراجع فعلي في نفوذ نظام العسكر

ورغم محاولات النظام العسكري الجزائري التعتيم على هذا التقهقر، إلا أن الوقائع تكشف تراجعًا فعليًا في النفوذ. تصريحات عبد المجيد تبون، التي ادعى فيها أن “نصف الاتحاد الإفريقي” و”55 دولة” تعترف بجمهورية الوهم، لا تُقنع أحدًا، بل تكشف عن خطاب مأزوم يُحاول التغطية على الانهيار.

كما لم تستفق الجبهة الانفصالية بعد من الصدمة التي أحدثها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حسم الأمر وأعلن بوضوح مغربية الصحراء، في اعتراف رسمي ما زالت البوليساريو تتجنب حتى مجرد التعليق عليه.

ويرى مراقبون أن هذه النكسات المتكررة تعكس التقهقر الكبير لنفوذ الجزائر في إفريقيا، لا سيما في منطقة الساحل التي كانت تُعتبر تاريخيًا ملعبًا دبلوماسيًا لها، قبل أن يتقلص دورها تدريجيًا لصالح الحضور المغربي المتنامي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى