الحركة الشعبية بإقليم إفران.. أزمة قيادة تُعمّق عزلة الحزب

هبة بريس – إفران

في إقليم يزخر بالكفاءات والطاقات الحزبية، يبدو أن حزب الحركة الشعبية  بإفران يختار السير عكس تيار التحولات السياسية، غارقًا في أزمة صامتة عنوانها الأبرز: غياب القيادة وفقدان الثقة.

وسط مشهد سياسي محلي يعرف دينامية متصاعدة، يجد مناضلو الحزب أنفسهم أمام قيادة إقليمية توصف من طرفهم بـ”الغائبة عن الساحة”، منسق إقليمي يفتقر، بحسب تعبير عدد من الأصوات الحركية، إلى الحد الأدنى من التواصل وروح المبادرة، ما خلق فراغًا تنظيمياً كبيرًا بدأ يتّسع يومًا بعد يوم.

ما يزيد من حدة الأزمة، أن عدداً من المناضلين يواصلون الاشتغال بصمت، كلٌ من موقعه، دون أي تشاور أو تنسيق مع القيادة الإقليمية، التي يُجمع كثيرون على أنها أصبحت عبئًا على التنظيم بدل أن تكون قاطرة له. مناضلون محليون يرون أن المنسق “لا يملك لا رؤية ولا حُضوراً”، فيما يصفه آخرون بأنه “يفتقد لروح الصداقة والنَّفس النضالي”.

حتى في تمحضيت، معقله المفترض، لم يسلم المنسق من الانتقادات. موظف سابق بالجماعة قال بمرارة: “إذا استمر هذا الشخص، فسيقتل ما تبقى من هياكل الحزب بالإقليم.” تصريح يعكس حجم الاحتقان الداخلي، ويكشف مدى القطيعة بين القواعد والمنسق الذي يكتفي، حسب ذات المصادر، بلقب “منسق إقليمي” دون ممارسة فعلية لهذا الدور.

الأدهى، وفق ما تتناقله بعض المصادر من داخل الحزب، أن نشاطه الأساسي بات يتمحور حول مرافقة مستثمرين وتوجيههم نحو كراء أراضي الجموع، وكأنه يتصرف في هذا الملف الحساس بشكل شخصي، بعيدًا عن أي شفافية أو مراقبة. كما لا تخلو سيرته من توتر في علاقته مع بعض الأجهزة المحلية، على رأسها الدرك الملكي، في مشهد يزيد من تعقيد الوضع التنظيمي للحزب.

كل هذه المؤشرات تطرح أسئلة جدية حول مستقبل الحركة الشعبية بإقليم إفران، في ظل قيادة محلية وُصفت بـ”العشوائية والمرتجلة”. فهل ستتحرك القيادة المركزية للحزب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتعيد الاعتبار لمناضلي الحزب الحقيقيين والغيورين على الحزب، أم أن دار لقمان ستظل على حالها، إلى أن يلفظ التنظيم أنفاسه الأخيرة في المنطقة؟



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى