
الشروق الجزائرية تمدح الضربات العسكرية الإسرائيلية لإيران
هبة بريس-يوسف أقضاض
أثارت صحيفة الشروق الجزائرية جدلاً واسعاً بعدما نشرت مقالاً يمدح الضربات الجوية الإسرائيلية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، ويقلّل من فعالية الرد الإيراني، في مشهد يعكس تناقضات حادة في خطاب النظام الجزائري وتوجهاته الخارجية.
ففي تحول لافت، اعتبر كاتب المقال أن “الضربات الجوية التي استهدفت منشآت حيوية كمنشأة فوردو النووية تمثل ضربة استراتيجية غير مسبوقة في عمق البنية التحتية الإيرانية”، واصفاً إياها بأنها “محاولة لإعادة ضبط ميزان القوى في الشرق الأوسط”.
ولم يتوقف المقال عند حدود الإشادة بالضربات، بل قلّل بشكل واضح من قدرات الرد الإيراني، حيث ورد فيه أن “إيران لا تملك صواريخ قوية قادرة على إحداث تغيير ميداني حقيقي، مما يعطي انطباعاً أن ردها كان مجرد صواريخ من ورق”.
كما امتد المديح ليشمل الدبلوماسية الأمريكية، خاصة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، التي وصفها المقال بأنها “تنتهج فلسفة واقعية مستلهمة من تراث هنري كيسنجر”.
ويأتي هذا الخطاب المفاجئ من صحيفة لطالما وصفت الولايات المتحدة في مقالات سابقة بأنها “كيان إرهابي”، وهو الوصف الذي اختفى فجأة بعد حذف مقال نُشر قبل أيام ينتقد السياسة الأمريكية بشدة، مما يعكس حالة من التناقض والتقلب في توجهات الإعلام الجزائري الرسمي.
ويُرجح مراقبون أن يكون المقال موجّهاً لتليين الموقف الأمريكي تجاه النظام الجزائري، في محاولة متأخرة للتأثير على ملف الصحراء المغربية، خاصة بعد أن باتت الدبلوماسية الأمريكية تتجه نحو الحسم النهائي لصالح الرباط.
هذا التغير المفاجئ في خطاب الشروق يُعبّر بوضوح عن ازدواجية الخطاب السياسي والإعلامي في الجزائر، ويطرح تساؤلات جادة حول مصداقية المواقف المعلنة من قبل النظام الذي يزعم معاداة الإمبريالية، بينما يسعى في الخفاء للتقرب من القوى الغربية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X