
المجوهرات و الحلي المغربية تواصل إشعاعها الدولي و تقتحم الأسواق العالمية
هبة بريس ـ الرباط
تواصل المجوهرات و الحلي المغربية ترسيخ حضورها في الأسواق العالمية بفضل ما تجمعه من أصالة ثقافية وابتكار معاصر، حيث أظهرت أحدث المعطيات الصادرة عن مؤسسة دار الصانع أن صادرات القطاع سجلت نموا سنويا متوسطا بلغ ثلاثين في المئة خلال الفترة الممتدة بين 2019 و2024، لتصل إلى ثلاثة ملايين ومئة ألف درهم برسم سنة 2024، وهو ما يعكس تطورا لافتا في أداء هذه الصناعة التقليدية.
و حسب معطيات ذت التقرير، تأتي فرنسا على رأس قائمة الدول المستوردة للمجوهرات و الحلي التقليدية المغربية، متبوعة بالنمسا وسويسرا والولايات المتحدة، في حين تتوزع باقي الصادرات على أسواق متنوعة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية.
و على مستوى الحضور الرقمي، رصد التقرير أكثر من أحد عشر ألف إشارة إلى الحلي المغربية على مختلف المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها إنستغرام، الذي استحوذ على نصف التفاعلات المرتبطة بهذا المنتوج.
كما أن غالبية التقييمات التي خلفها المشترون جاءت إيجابية بنسبة فاقت ستة وتسعين في المئة، مع معدل تقييم وصل إلى أربعة فاصلة تسعة من خمسة، وهو ما يؤكد رضى الزبناء عن الجودة والتصميم والخدمة وسرعة التوصيل.
ويمثل البائعون المحترفون داخل المغرب، خاصة في مدينتي تزنيت ومراكش، المصدر الأساسي لهذا الزخم الرقمي، إذ يشكلون أزيد من ستة وخمسين في المئة من محتوى المنشورات المتعلقة ب”البيجوتريا” المغربية، مستفيدين من منصات التجارة الإلكترونية لتسويق منتوجاتهم وإبراز تميزها، خصوصا من حيث المزج بين الهوية الأمازيغية والتصاميم العصرية الجريئة.
كما سلط التقرير الضوء على بروز اتجاهات فنية جديدة داخل القطاع، من بينها التصاميم الشخصية والرموز الثقافية المستوحاة من التراث المحلي، إلى جانب تصاميم تعتمد على التراكم والبروز وتوظف تنسيقات غير تقليدية في الأقراط والقلائد والأساور.
وتعد هذه التحولات حسب ذات التقرير مؤشرا على انفتاح القطاع على المدارس الفنية الحديثة دون التفريط في جوهره التقليدي.
من جهة أخرى، تبرز مشاركة الصناعة المغربية للمجوهرات في كبرى التظاهرات والمعارض الدولية المتخصصة كمحرك إضافي للإشعاع، حيث حضرت علامات مغربية في معارض مرموقة مثل معرض هونغ كونغ الدولي للمجوهرات ومعرض إسطنبول للمجوهرات ومعرض JCK في لاس فيغاس، إلى جانب حضور في معارض أخرى في الدوحة وسنغافورة ودبي ولندن، ما يفتح آفاقا واسعة أمام مزيد من الشراكات والأسواق الجديدة.
في ظل هاته الدينامية، يبدو أن المجوهرات المغربية تسير بثبات نحو التموقع كمنتوج رائد في الصناعة التقليدية الوطنية، مستفيدة من دعم مؤسساتي متواصل ومن إمكانات إبداعية محلية كبيرة، ما يجعلها نموذجا ناجحا لما يمكن أن تحققه الحرف المغربية في ظل استراتيجية واضحة تستند إلى الابتكار والتسويق الذكي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X