
برشلونة.. الجالية المغربية تحيي ليلة طربية بصوتها الجماعي تحت قيادة ” بودشارت”
سعيد الحارثي – مدريد
نظمت الجالية المغربية في مدينة برشلونة مساء الأربعاء حفلا فنيا من نوع خاص، جسد حالة نادرة من التلاحم والحنين إلى الوطن، وذلك من خلال أمسية طربية شارك فيها العشرات من أبناء الجالية الذين لم يكونوا مجرد حضور، بل كانوا هم المطربين.
الحفل، الذي أشرف عليه الفنان المغربي بودشارت، عرف بفكرته غير التقليدية، حيث لم يصعد أي مطرب لأداء الأغاني، بل اكتفى بتنسيق فني حي لفرقة موسيقية، تاركا المجال للجمهور ليؤدي الأغاني بصوته، وسط تفاعل كبير وأجواء وجدانية لامست قلوب الجميع.
ما ميز هذا الحفل، هو الطابع التشاركي الذي كسر الحواجز بين المنصة والجمهور. فالفنان لم يتقمص دور المطرب، بل تولى مهمة قيادة الفرقة وتوجيه الأمسية، بينما تحول الحضور إلى جوقة غنائية جماعية.
غنى الحاضرون أغاني من “ريبيرتوار”الزمن الجميل مثل ” ألف ليلة و ليلة”“بتونس بيك”، و”جبار”، و”أي دمعة حزن لا”، إلى جانب الأغاني المغربية الخالدة كـ”نداء الحسن” و”صوت الحسن ينادي”، ما أضفى على الحفل بعدا وطنيًا وإنسانيًا بارزًا.
عرف الحفل حضورا متنوعا من الجالية المغربية المقيمة ببرشلونة وضواحيها، حيث اجتمعت أجيال متعددة من المهاجرين: الجيل الأول الذي عاش سنوات المغرب الطربية، وأجيال جديدة ولدت في إسبانيا لكنها حملت الشوق إلى جذور الهوية المغربية.
وشهدت القاعة لحظات مفعمة بالتأثر، حيث ردد الحضور الأغاني بحماسة وتلقائية، في مشهد يؤكد أن الفن يمكن أن يتحول إلى أداة قوية للربط بين الثقافات، وبين الإنسان وذاكرته.
يأتي هذا النشاط الفني في وقت تشهد فيه الجالية المغربية نوعًا من الجفاف الثقافي وغياب الدعم المؤسساتي للمبادرات الفنية في المهجر.
وقد اعتبر عدد من الحاضرين أن مثل هذه التظاهرات ليست فقط ترفيها، بل ضرورة للحفاظ على الهوية، وإعادة وصل الأجيال بجذورهم الثقافية.
تحولت ليلة الأربعاء في برشلونة إلى لحظة استثنائية، حيث تماهى الفن مع الانتماء، وغنى المغاربة في المهجر لأنفسهم، لوطنهم، وللذكريات التي لا تموت.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X