بسبب النفوذ المغربي المتصاعد بمنطقة الساحل.. وفد عسكري جزائري يزور موريتانيا

هبة بريس

في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية بمنطقة الساحل والصحراء، لجأ النظام الجزائري، الغارق في أزماته الداخلية والعاجز عن فرض نفوذه الإقليمي، إلى إرسال بعثة عسكرية رفيعة إلى نواكشوط في محاولة بائسة لـ”إحياء التعاون العسكري” مع موريتانيا، وفق ما أعلنته قيادة الجيش الموريتاني على صفحتها الرسمية.

تصاعد الهجمات الإرهابية

الوفد الجزائري، الذي ضم مسؤولين عسكريين كبار، اكتفى بزيارة بروتوكولية للكلية الوطنية للقيادة والأركان بنواكشوط، حيث استمع لشروحات نظرية وعروض تعريفية، في مشهد يكشف محدودية هذه الخطوة التي تفتقر لأي أثر عملي على الأرض.

المثير أن هذه الزيارة تأتي في وقت تعيش فيه المنطقة أوضاعًا أمنية معقدة، من تصاعد الهجمات الإرهابية إلى تمدد شبكات التهريب والجريمة العابرة للحدود، وهي التحديات التي فشلت الجزائر مرارًا في التصدي لها، رغم شعاراتها الفارغة عن “القيادة الإقليمية”.

وبالمقابل، يواصل المغرب ترسيخ حضوره القوي في معادلة الأمن الإقليمي، مستفيدًا من شراكته الاستراتيجية مع نواكشوط، والتي ازدادت متانة خلال الأشهر الأخيرة.

محاولات يائسة لاستعادة الجزائر نفوذها المفقود

فقد شهدت العاصمة الموريتانية قبل أسابيع زيارة لوفد عسكري مغربي رفيع المستوى، حملت رسائل واضحة عن التزام الرباط بدعم الاستقرار في الساحل، وتعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب، والهجرة غير النظامية، والجريمة المنظمة.

هذه التحركات المغربية لم تقتصر على الزيارات الرمزية، بل تعكس رؤية استراتيجية عميقة لتحصين العلاقات مع موريتانيا باعتبارها عمقًا جيوسياسيًا حيويًا للمملكة في الجنوب، ما يجعل المغرب اليوم فاعلًا مؤثرًا في تأمين المنطقة، على عكس النظام الجزائري الذي يكتفي بمحاولات يائسة لاستعادة نفوذ مفقود.

بل إن حادثة منع الجيش الموريتاني مؤخرًا ميليشيات “البوليساريو” من اختراق أراضيه لضرب المغرب، كشفت حجم التنسيق الأمني المتنامي بين الرباط ونواكشوط، في مقابل عجز الجزائر عن حماية حتى حدودها، حيث تتوالى فضائح تهريب المخدرات والانفلات الأمني.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى