بعد توقف مشروع أنبوب الغاز.. الجزائر تفقد مكانتها كشريك موثوق للأفارقة

هبة بريس

في تجاهل يثير الاستغراب، تلتزم الجزائر الصمت إزاء ما كشفته تقارير دولية متواترة عن قرار النيجر وقف الدراسات الخاصة بمشروع أنبوب الغاز العابر لأراضيها، والذي يفترض أن يربط نيجيريا بالجزائر. بل إن بعض المصادر أكدت انسحاب نيامي الكامل من هذا المشروع، في خطوة تعكس حجم التوتر السياسي الذي بات يطبع علاقات الجزائر مع دول الساحل، وفي مقدمتها النيجر.

تفاقم التوتر بين الجزائر ودول الساحل

ويأتي هذا التوتر الجديد بعد حادثة إسقاط الجزائر لطائرة “درون” تابعة للجيش المالي، كانت تنفذ عملية ضد عناصر إرهابية شمال مالي.

وقد اعتُبر هذا الفعل بمثابة “عدوان سافر” على مالي، ما دفع بسلطاتها إلى سحب سفيرها من الجزائر، لترد الأخيرة بسحب سفيرها من نيامي، بعدما عبّرت النيجر عن تضامنها الكامل مع باماكو في إطار التحالف الثلاثي AES الذي يضم أيضا بوركينا فاسو.

وتفاقم التوتر بعد ترحيل الجزائر مئات المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء باتجاه النيجر، في مشهد وصفته نيامي بالمُهين والمرفوض، واستنكرته علنا عبر قنواتها الرسمية.

هذه السياسة الطاردة التي تعتمدها الجزائر تجاه جيرانها الجنوبيين، عجلت، وفق ما أوردته تقارير متعددة، بتجميد النيجر لانخراطها في مشروع أنبوب الغاز، ما يعني توجيه ضربة قاصمة لطموحات الجزائر التي راهنت على هذا المشروع منذ سنوات.

مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء

وقد حاولت الجزائر إحياء مشروع الأنبوب العابر للصحراء، بعد أن بادر المغرب إلى إطلاق مشروع ضخم مماثل يربط نيجيريا بالمغرب عبر أحد عشر بلدا غرب إفريقيا، وهو ما دفع الجزائر إلى التحرك المتأخر لاستدراك نفوذ متصاعد لمنافسها الإقليمي.

ولكن المشروع الجزائري ظل محاصرا بالتجاذبات السياسية والانقطاعات الدبلوماسية مع الدول المعنية بالمرور، ما جعله هشّا وفاقدا للثقة.

دول الجوار الإفريقي

ويُجمع مراقبون على أن الجزائر فقدت الكثير من مصداقيتها في المنطقة، بفعل توتر علاقاتها ليس فقط مع دول الجوار الإفريقي، بل أيضا مع شركاء دوليين كبار، مثل الاتحاد الأوروبي، وبلدان وازنة كفرنسا وإسبانيا والإمارات.

هذه الصورة السلبية، الناتجة عن سياسة خارجية متخبطة وعدوانية، باتت تُنفر المستثمرين وتضع علامات استفهام كبرى حول قدرة الجزائر على إنجاز مشاريع استراتيجية طويلة المدى.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى