
بعد كشفها ثروات مشبوهة للجنرالات.. نظام العسكر يعاقب صحيفة “الوطن” بقطع الإعلانات
هبة بريس
أوردت صحيفة “لا كروا” الفرنسية أن جريدة “الوطن” الجزائرية، إحدى أقدم الصحف الناطقة بالفرنسية في البلاد، تواجه خطر الإفلاس بسبب أزمة مالية خانقة تفاقمت بعد ما سمته الصحيفة بـ “قطع الإعلانات العمومية”، في خطوة عقابية على رفض الجريدة لعب دور “البروباغندا” لصالح النظام العسكري الجزائري.
ثروة مشبوهة
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها يوم الخميس، أن هذه الأزمة جاءت بعد سنوات من التضييق بدأت منذ عام 2020، حين نشرت “الوطن” تحقيقًا يكشف عن الثروة المشبوهة لأبناء رئيس أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح، وهو ما أدى إلى توقف المعلنين عن التعامل مع الصحيفة تحت ضغط مباشر من السلطات.
وأشارت “لا كروا” إلى أن الجريدة لم تعد قادرة على دفع أجور موظفيها، إذ تراكمت الرواتب غير المسددة لشهور، كما تقلّصت هيئة التحرير من نحو 100 صحافي إلى حوالي 20 فقط.
وأضافت الصحيفة أن “الوطن”، التي كانت تطبع في السابق ما يقارب 150 ألف نسخة يوميًا، لم تعد تتجاوز 20 ألف نسخة خلال الأشهر الأخيرة، في ظل استمرار الضغوط التي تمارسها الوكالة الحكومية المسؤولة عن الإعلانات.
كما كشفت الصحيفة أن مُلاّك الجريدة وجّهوا يوم 14 يوليوز الجاري رسالة إلى الرأي العام يحذرون فيها من قرب اختفاء الصحيفة بسبب الأزمة المالية، متهمين السلطات بحرمانها من الإعلانات العمومية رغم وجود عقد رسمي مع الوكالة الوطنية للإشهار.
محاولات اغتيال واعتقالات متكررة
وذكرت “لا كروا” أن الخلاف بين الإدارة والصحافيين حول إعادة تقييم الأجور المجمدة منذ 2012 زاد الوضع سوءًا، حيث أدى إلى إضراب استمر لأسابيع خلال سنة 2022، ما عطل صدور الجريدة وتسبب في خسائر إضافية.
كما أبرزت الصحيفة أن “الوطن”، التي تأسست سنة 1990 على يد مجموعة صحافيين انشقوا عن جريدة “المجاهد” الحكومية، كانت لعقود رمزًا للصحافة المستقلة، وأن مديرها التاريخي عمر بلهوشات، الذي استقال سنة 2019، تعرض لمحاولات اغتيال واعتقالات متكررة، لكنه حصل على جوائز دولية تقديرًا لالتزامه بحرية الصحافة.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى الانتقادات الدولية التي وُجهت للسلطات الجزائرية بسبب تحكمها في وسائل الإعلام وقمع الأصوات المستقلة عبر سياسة حرمان الجرائد من الإعلانات العمومية لخنقها ماليًا، مقابل تمويل الصحف الموالية التي تروج لخطاب النظام وتتخلى عن دورها الرقابي والإعلامي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X