
جامعة ابن طفيل تُثير الجدل بتكريم فنانين في حفل تخرج بدلاً من الأساتذة
هبة بريس – محمد زريوح
في خطوة أثارت استغراب الجميع، تحول حفل التخرج الذي أُقيم في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بجامعة ابن طفيل من مناسبة أكاديمية محورية إلى حدث يثير التساؤلات حول أولويات الجامعة. بدلاً من أن يتم تكريم الأساتذة الذين بذلوا سنوات من العمل الأكاديمي والبحثي، تم تكريم فنانين ومغنيين في لحظات لا تليق بمناسبة علمية، مما دفع الكثيرين للتساؤل عن رؤية الجامعة وأهدافها.
في وقت كانت فيه الأضواء يجب أن تكون مسلطة على جهود الأساتذة الذين قدموا الكثير في سبيل تطوير العملية التعليمية، تم التركيز على العروض الفنية.
وبدلاً من تكريم الأكاديميين الذين كانوا أكثر استحقاقًا لهذا التقدير، تم تخصيص المساحة الأكبر لشخصيات فنية بعيدة عن المجال الأكاديمي. هذا التصرف أحدث صدمة لدى الكثيرين ممن رأوا فيه تجاهلاً غير مبرر للعمل الأكاديمي.
من جانبها، أعربت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عن استيائها في بيان لها، حيث اعتبرت أن ما وقع في الحفل يعكس انحرافًا في المفاهيم الأكاديمية للجامعة.
وأكد البيان أن الجامعة يجب أن تكون منبرًا للعلم والمعرفة، بعيدًا عن أي نوع من أنواع الترفيه أو الفن الذي لا يمت بصلة إلى أهدافها الأساسية.
وإذا كان الجانب الفني قد جذب الأنظار، فإن قضية تعويضات الأساتذة الجامعيين كانت أكثر إثارة للجدل. فبينما تم صرف الأموال بسرعة على الفعاليات الفنية، لا تزال مستحقات الأساتذة معلقة لعدة سنوات، مما يعكس خللاً كبيرًا في إدارة ميزانية الجامعة.
هذا التفاوت في التعامل مع الأموال يثير قلقًا حول أولويات إدارة الجامعة، ويؤكد تراجعًا في الاهتمام بحقوق الأساتذة.
الواقع أن هذا الحدث أدى إلى حالة من الإحباط وسط الأساتذة والطلاب على حد سواء. الأساتذة الذين كانوا ينتظرون تقديرًا لجهودهم لم يجدوا ذلك، بل شعروا بالتهميش الكامل.
في المقابل، طالب الطلاب بالتحرك لتحسين وضع الأساتذة الأكاديمي والمادي، مؤكدين أن أي جامعة يجب أن تضع التعليم والبحث العلمي في مقدمة أولوياتها.
وسط هذه الأجواء، يطرح الكثيرون سؤالًا أساسيًا: كيف يمكن لمؤسسة أكاديمية أن تفضل الأنشطة الترفيهية على الحساب العلمي؟ كيف يمكن قبول فكرة أن يتم تهميش الأساتذة الذين يسهمون في تكوين الأجيال؟ إن الموازنة بين الأنشطة الأكاديمية والترفيهية يجب أن تكون أكثر إنصافًا، ولا ينبغي أن تُختزل الجامعة إلى مجرد ساحة للاحتفالات.
وفي خضم هذا الجدل، يبرز ضرورة فتح تحقيق موسع لتوضيح ملابسات الحفل وتوزيع الميزانية. يجب أن تُبذل جهود كبيرة لتصحيح الوضع، وتسوية مستحقات الأساتذة المتأخرة، مما يعكس احترام دورهم الحاسم في العملية التعليمية. إذا كانت الجامعات هي محركات التنمية والتقدم، فإن اهتمامها يجب أن ينصب أولاً على أساتذتها، وتقديم الدعم لهم ليتمكنوا من أداء دورهم الحيوي في المجتمع.
و تبقى هذه الحادثة درسًا مهمًا للجامعات المغربية. لا يمكن لأي مؤسسة تعليمية أن تحقق النجاح والسمعة الطيبة إذا أهملت العاملين بها، خصوصًا الأساتذة. يجب أن تكون الجامعات أماكن للعلم والنمو الفكري، بعيدًا عن الفعاليات السطحية التي لا تضيف شيئًا يذكر للعمل الأكاديمي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X