
جرسيف.. ظاهرة المختلين عقلياً والتشرد تثير القلق وتسائل فعالية المركز الاجتماعي
هبة بريس – محمد بودهان
تشهد شوارع وسط مدينة جرسيف، بشكل متزايد، حوادث اعتداء يقوم بها أشخاص يعانون من اضطرابات عقلية، ما يطرح إشكالية جدية حول السلامة العامة والفضاء العمومي، ففي حي النكد، تعرضت الإثنين الماضي، شابة لاعتداء من طرف شخص مختل عقلياً، وعندما غادر المستشفى الإقليمي بعد تلقي العلاج، صادف سيدة ثانية ووجه لها عدة ضربات استدعت نقلها لتلقي العلاجات الضرورية.
تكرار مثل هذه الحوادث يثير مخاوف المواطنين ويكشف عن هشاشة المتابعة والتدخل تجاه هذه الفئة من المجتمع، التي تشكل تهديداً لأنفسها وللآخرين على حد سواء.
تستدعي الظاهرة تساؤلاً أساسياً حول أصول هؤلاء الأشخاص الذين يتجولون في الشوارع دون رقابة أو رعاية، هل هم نزلاء سابقون للمراكز الصحية أو الاجتماعية تم إخراجهم دون متابعة مستمرة؟ أم هم من الفئات المهمشة اجتماعياً، غير القادرين على تأمين مأوى أو علاج منتظم؟ غياب بيانات دقيقة حول هذه الفئة يجعل من الصعب تحديد المسؤوليات ويزيد من صعوبة إيجاد حلول فعّالة ومستدامة، ما يحول المشكلة إلى تحدٍ متزايد على مستوى المدينة بأكملها.
في هذا السياق، يثير المركز الاجتماعي أولاد صالح تساؤلات عديدة حول دوره الحقيقي في الحد من هذه الظاهرة ، المركز، الذي يضم أجنحة للرجال والنساء ومرافق للإيواء والاستحمام وقاعة إسعافات، إضافة إلى سيارة إسعاف مجهزة، كان يُفترض أن يكون أداة رئيسية للتدخل وإعادة هؤلاء الأشخاص إلى رعاية متخصصة ، الا أن استمرار الاعتداءات وتواجد المختلين في الشوارع يوحي بأن هناك قصوراً في استغلال الموارد، وضعفاً في آليات التدخل، ونقصاً في التنسيق بين الجهات المعنية، وتبقى الحاجة ماسة إلى استراتيجية واضحة وتوضيحات عملية من المسؤولين لضمان أن يتحقق الأثر الاجتماعي المنشود، ويصبح المركز أداة فعلية لحماية المجتمع وتحسين الفضاء العام.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X