جزائريون يحملون النظام العسكري مسؤولية مقتل 4 عناصر من الحماية المدنية بجيجل

هبة بريس

أثار حادث تحطم طائرة استطلاع تابعة لجهاز الدفاع المدني الجزائري، يوم أمس الثلاثاء، بمطار “فرحات عباس” في ولاية جيجل شرق البلاد، موجة غضب عارمة في أوساط الجزائريين، الذين اعتبروا ما حدث نتيجة طبيعية للإهمال والتقصير المزمن في توفير شروط السلامة لعناصر هذا الجهاز الحيوي.

سوابق النظام العسكري في طمس الحقائق

وقد أسفر الحادث المأساوي عن مقتل أربعة عناصر كانوا في مهمة تدريبية، على متن طائرة من طراز “زيلين”، تابعة لأسطول الدفاع المدني، حسب ما أوردته الحماية المدنية الجزائرية في بيان رسمي، دون تقديم تفاصيل واضحة حول أسباب سقوط الطائرة، مكتفية بالإشارة إلى فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث.

ولكن هذا التحقيق، في نظر العديد من المراقبين، قد لا يرى النور أمام الرأي العام، بالنظر إلى سوابق النظام العسكري في طمس الحقائق، خاصة في الحوادث التي تفضح هشاشة البنية التحتية وضعف وسائل العمل لدى الأجهزة الأمنية والمدنية، التي تُترك غالبًا لمصيرها في مواجهة الأخطار.

إنفاق الأموال على تسليح الجيش وتمويل حركات انفصالية

الصدمة كانت كبيرة، خصوصًا داخل صفوف رجال الحماية المدنية، الذين يواجهون ظروفًا قاسية في أداء مهامهم، وسط انعدام وسائل الدعم والتجهيز، في بلد يُفضل نظامه إنفاق الأموال على تسليح الجيش وتمويل حركات انفصالية، بدل تأهيل أجهزته الداخلية التي تقف في الخطوط الأمامية خلال الكوارث.

ويأتي هذا الحادث بعد فترة قصيرة من مجهودات مرهقة بذلتها عناصر الدفاع المدني لمواجهة حرائق غابات اجتاحت عددا من ولايات الشمال، خصوصًا ببرج بوعريريج، دون أن يحظوا بالدعم الكافي أو التقدير اللازم، ما يعكس حجم التهميش الذي يطولهم داخل منظومة عصابة حكم عسكري لا تُولي الأولوية لحياة من يضحون يوميًا من أجل المواطنين.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى