زلزال سياسي في جنوب إفريقيا بسبب دعم زوما لمغربية الصحراء

هبة بريس- يوسف أقضاض

أشعل إعلان حزب “أمة واحدة جنوب إفريقيا” (UML) الذي يقوده الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، بدعمه الواضح لمغربية الصحراء، جدلاً سياسياً واسعاً في جوهانسبورغ، مما جعل المغرب حديث الساعة في المشهد السياسي الجنوب إفريقي.

هذا الموقف غير المسبوق قوبل بترحيب واسع من معظم الأحزاب السياسية في البلاد، التي أشادت بشجاعة زوما ووضوح موقفه تجاه قضية عادلة طالما اختزلتها الحسابات الإيديولوجية في أروقة الحزب الحاكم. في المقابل، لم يتأخر “حزب المؤتمر الوطني الإفريقي”، الذي يقود الحكومة، في مهاجمة زوما، متهماً إياه بتجاوز السياسة الخارجية للدولة وخدمة “أجندة شخصية”.

رد زوما جاء حاسماً، إذ انتقد بشدة قيادة الحزب الحاكم، متهماً إياها بجرّ البلاد نحو الفوضى والانقسام العرقي، وأكد أن دعمه لمغربية الصحراء نابع من قناعة تاريخية وسياسية راسخة، مشدداً على أن “التاريخ لا يكذب”.

وأضاف زوما أن الحزب الحاكم تخلى عن مبادئ نيلسون مانديلا، التي كانت تنحاز دائماً للحق والعدالة، بينما اليوم، يتبنى مواقف تخدم أجندات خارجية، في إشارة ضمنية إلى النفوذ الجزائري الذي طالما سعى لفرض رؤيته داخل مؤسسات جنوب إفريقيا.

نجاح دبلوماسي للمغرب

هذه التطورات تعكس اختراقاً استراتيجياً ناجحاً للدبلوماسية المغربية داخل جنوب إفريقيا، أحد المعاقل التقليدية للدعم الجزائري في ملف الصحراء. ويُعدّ موقف زوما تحولاً مهماً في موازين التأييد، ويعزز مصداقية الموقف المغربي المبني على الشرعية التاريخية والواقعية السياسية، مقابل خطاب جامد تروج له الجزائر وتتبناه بعض النخب اليسارية.

وبات واضحاً أن المغرب لا يكتفي بالدعم التقليدي من محيطه العربي والإفريقي، بل أصبح قادراً على التأثير في مواقف دول كانت تُحسب سابقاً على المعسكر المعارض، بفضل تحركاته الهادئة، ورصيده المتنامي في التنمية والاستقرار، ووضوح مشروعه السيادي.

في المقابل، تتلقى الجزائر ضربة موجعة في أحد معاقل خطابها الدعائي، بعد أن أضحى دعم أطروحة الانفصال موضع تشكيك داخل أبرز الديمقراطيات الإفريقية.

المغرب إذن، لا يربح فقط معارك الدبلوماسية، بل يربح قلوب وعقول الشعوب التي بدأت تميز بين الحقائق التاريخية والدعايات الإيديولوجية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى