
سواحل الفنيدق.. تصاعد الهجرة السرية نحو سبتة المحتلة وتحول البحر إلى مقبرة للشباب
عمر الرزيني : تطوان
تشهد السواحل الشمالية للمغرب، خاصة بمدينة الفنيدق المحاذية لسبتة المحتلة، تزايداً لافتاً في محاولات الهجرة غير النظامية خلال الأسابيع الأخيرة. فقد رصدت السلطات المغربية نحو 300 محاولة للعبور سباحة في ظرف وجيز، رغم الظروف المناخية الصعبة والضباب الكثيف الذي صعّب عمليات المراقبة.
وتدخلت البحرية الملكية المغربية والحرس المدني الإسباني بشكل مكثف لإنقاذ المهاجرين، بينهم عشرات القاصرين وأجانب قادمين من الجزائر ودول جنوب الصحراء. غير أن المأساة لا تزال حاضرة، إذ سُجّلت وفيات في صفوف الشباب، كان آخرها العثور على جثة شاب تطواني يبلغ 20 سنة بعدما غرق أثناء محاولته العبور مستخدماً عجلة مطاطية بدائية. وتشير معطيات إسبانية إلى أن سنة 2025 وحدها شهدت وفاة ما يزيد عن 19 مهاجراً غرقاً في هذه المنطقة.
ويرى فاعلون جمعويون أن الظاهرة تعكس أزمة بنيوية متشابكة الأسباب، تجمع بين الفقر والبطالة وغياب بدائل اقتصادية حقيقية، إلى جانب عوامل اجتماعية مرتبطة بالهدر المدرسي والتفكك الأسري. كما ساهمت هذه الظروف في بروز شبكات متخصصة في تهريب البشر، تستغل حاجة الشباب وتنسق تحركاتهم عبر مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعمل السلطات المغربية على تكثيف التدابير الأمنية الاستباقية، من خلال منع وسائل النقل من إيصال المرشحين إلى المناطق الساحلية، وتوقيف المشتبه فيهم، قبل نقلهم إلى مدن داخلية لتفكيك تجمعاتهم. كما تتواصل عمليات تسليم مهاجرين موقوفين من قبل الحرس المدني الإسباني إلى المغرب، في إطار التعاون الثنائي بين الجانبين.
هذه التطورات تأتي في ظل ضغوط أوروبية متزايدة على المغرب لتعزيز مراقبته للحدود، حيث يُنظر إليه كخط دفاع أساسي للاتحاد الأوروبي أمام موجات الهجرة غير النظامية. وبينما تواصل السلطات المغربية والإسبانية التعامل مع الملف في جانبه الأمني، يظل الشباب المغاربة ومعهم مهاجرون من دول أخرى مستعدين للمخاطرة بحياتهم، مدفوعين برغبة في تحسين أوضاعهم ولو كان الثمن مواجهة المجهول في أعماق البحر.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X