سيف الإسلام القذافي يثير الجدل برسالة عن تنازل الملك إدريس السنوسي

أثار سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، جدلاً واسعاً في ليبيا بعدما نشر رسالة عبر منصاته الرقمية، مدعومة بوثائق وصور، تحدث فيها عن تنازل الملك إدريس السنوسي عن الحكم قبل سقوط النظام الملكي بأيام معدودة عام 1969.

ووفق ما أورده سيف الإسلام، فإن الملك إدريس قدّم استقالته في الرابع من غشت 1969 إلى رئيسي مجلس النواب والشيوخ، عبد الحميد العبار ومفتاح عريقيب، بعد أن فقد ثقته في ولي عهده الأمير الحسن الرضا السنوسي، مشيراً إلى أن الملك كان يرى أن النظام الملكي لم يعد مناسباً لليبيا، وأنه فكر في الانتقال إلى نظام جمهوري تقوده شخصيات قريبة منه.

وعرض سيف الإسلام ما قال إنها مراجع ووثائق ليبية وبريطانية وأميركية، منها مذكرات المستشار البريطاني للملك إيريك دي كاندول، ورسائل من الملكة فاطمة زوجة الملك، مؤكداً أن التنازل كان قراراً إرادياً لا نتيجة انقلاب عسكري.

انقسام حول الرواية

رحّب أنصار النظام السابق برواية سيف الإسلام واعتبروها تصحيحاً لقراءة تاريخية مغلوطة، فيما رفضها سياسيون وأكاديميون مؤيدون لمشروع الملكية الدستورية، معتبرين أنها محاولة لإعادة صياغة التاريخ من منظور يخدم طموحات نجل القذافي.

وقال أشرف بودوارة، رئيس اللجنة التحضيرية لـ”المؤتمر الوطني لتفعيل دستور الاستقلال”، إن هذه الرواية تهدف إلى تقويض مشروع عودة الملكية، مؤكداً أن الوثائق الرسمية تثبت أن الملك لم يتنازل عن النظام الملكي ككيان دستوري، بل مارس صلاحياته وعيّن ولي العهد الحسن الرضا قبل مغادرته البلاد. وأوضح بودوارة أن الوثيقة المؤرخة بـ4 غشت تنص على تنصيب الحسن الرضا ملكاً على ليبيا، وهو ما يناقض ما ذهب إليه سيف الإسلام.

وبين مؤيد يرى في طرح سيف الإسلام إضاءة على لحظة مفصلية من تاريخ ليبيا، ورافض يعتبره توظيفاً سياسياً لتبرير الماضي، يبقى ملف نهاية الحقبة الملكية مفتوحاً للنقاش والجدل بعد أكثر من خمسة عقود على رحيل إدريس السنوسي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى