صحافي فلسطيني: “التقطت صورة في غزة سنة 2005 فنشرتها الجزائر بعنوان معاناة مغاربة الصحراء”

هبة بريس ـ ياسين الضميري

في شهادة صادمة قدمها خلال لقاء دولي نظمته اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر بمدينة الداخلة الأسبوع المنصرم، كشف الصحافي الفلسطيني محمد مهنا عن واقعة تحريف صورة التقطها سنة 2005 في قطاع غزة، حيث تم استغلالها لاحقا لتشويه صورة المغرب دوليا، من خلال نسبها زورا لمعاناة أطفال من الصحراء المغربية.

وأوضح مهنا، خلال مداخلته، أنه و في سنة 2005 وثق بعدسة آلة التصوير الخاصة به مشهدا مؤثرا لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع و الفقر و العراء و الأمراض بسبب آثار قصف إسرائيلي، وهي صورة أرشيفية خزنها ضمن مئات الصور التي توثق للأحداث في غزة.

و أضاف الفلسطيني مهنا: “صدمت بعد سنوات، عندما تم تداول الصورة التي تعود حقوق ملكيتها لي، من جديد عبر وكالة رويترز و بعدها صحيفة إلباييس الإسبانية، لكن هاته المرة بعنوان مزور: “المغرب يستغل و يعذب و يشرد الأطفال بالصحراء في حربه مع البوليساريو”، و بمجرد نشر الصورة تم تناقلها على نطاق واسع بدولة الجزائر و تم تخصيص حيز زمني مهم لها في نشرات الأخبار الرسمية بالجزائر و كذا في صحف و مواقع البلاد و تم الترويج لها على نطاق واسع”.

وأكد الصحافي الفلسطيني أنه بادر سريعا بعد علمه بواقعة التزوير بمراسلة الجهتين الإعلاميتين لتوضيح الحقيقة، مشيرا إلى أنه قدم الأدلة المادية التي تثبت سياق الصورة الحقيقي التي كان ما يزال يحتفظ بمجموعة منها في أرشيفه الخاص، إلا أن الرد جاء مخيبا للآمال.

و أضاف ذات المتحدث: “قالوا لي بصراحة لن نغير العنوان، ولن ننشر أي تكذيب أو تصحيح، لأننا وكالة كبرى ولدينا مصالح اقتصادية، ولا نريد الدخول في صراع مع شركائنا”، قبل أن يبدي حسرته و أسفه لانهيار ما سماه “أسطورة النزاهة والمهنية الإعلامية” أمام الحسابات السياسية والاقتصادية.

و رغم العراقيل، لم يقف الصحافي الفلسطيني مكتوف اليدين حسب تعبيره، حيث قرر رفع دعوى قضائية ضد إلباييس في المحاكم الإسبانية، بمساعدة العائلات الفلسطينية التي ظهر أطفالهم في الصورة.

يقول مهنا: “الحمد لله لقد كسبت القضية لصالحي بسبب توفري على كل ما يثبت أن الصورة تم التقاطها بفلسطين و ليس المغرب، و تعود لسنوات خلت، لقد كسبت القضية لكن كيف يمكنني مقاضاة أكثر من 500 منبر إعلامي تناقل الخبر الكاذب عن طريق وكالة واحدة؟ وكيف يمكنني تصحيح كذبة وصلت إلى أكثر من 500 مليون مواطن حول العالم؟”.

وختم مهنا حديثه برسالة قوية مفادها أن الحملات التضليلية ضد المغرب تجد تربة خصبة في بعض وسائل الإعلام الغربية، المدفوعة بأجندات أعداء المملكة، قائلا: “حين تنشر الصحافة كذبة واحدة عن المغرب، تجد خصوم الوطن يسخرون كل إمكانياتهم لتنتشر كالنار في الهشيم، حتى أن البعض في بلدان بعيدة، لم تطأ أقدامهم المغرب، يعتقدون أن الصحراء ساحة حرب، وأن المغاربة ما زالوا يركبون الجمال ويعيشون في الخراب”.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى