صفقة الرهائن تخيم على لقاء ترامب ونتنياهو

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في ظل تصاعد التوتر السياسي وتزايد الضغط الداخلي في إسرائيل، وصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين 7 يوليوز الجاري، الى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع رفيع المستوى خيّم عليه ملف حساس ومعقد يتعلق بصفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، والتي طال انتظارها منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة.

هذا اللقاء هو الثالث بين الرئيسين خلال نصف عام، ويأتي في لحظة سياسية وإنسانية دقيقة، حيث يواجه كل من نتنياهو وترامب تحديات داخلية وخارجية تدفعهما نحو محاولة تحقيق انفراجة في هذا الملف الشائك.

– ملامح الصفقة المقترحة: خطوات نحو تهدئة مشروطة

الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها بوساطة قطرية – مصرية، وبدفع مباشر من إدارة ترامب، تنص على وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، مقابل إفراج تدريجي عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وإطلاق عدد من السجناء الفلسطينيين.

المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن الإفراج عن 10 رهائن أحياء، بالإضافة إلى رفات 18 آخرين، على أن تستمر التهدئة خلال تنفيذ هذه المرحلة.

أما المرحلة الثانية، والتي لم تُحسم بعد، فتشمل إطلاق ما تبقى من الرهائن مقابل مزيد من التنازلات من الجانب الإسرائيلي، من بينها إطلاق أسرى فلسطينيين إضافيين، وبحث مستقبل إدارة غزة، وهو أحد أكثر الملفات تعقيداً في المفاوضات.

– عوائق سياسية ورفض داخلي

ورغم دعم إدارة ترامب للصفقة، إلا أن نتنياهو يواجه معارضة شديدة من داخل ائتلافه الحاكم، خاصة من وزراء اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين يرون في الصفقة “تنازلاً خطيراً” لحماس، ويطالبون بمواصلة الضغط العسكري.

كما تواجه الحكومة الإسرائيلية غضباً شعبياً متزايداً من عائلات الرهائن، الذين يتظاهرون بشكل شبه يومي مطالبين بإعادتهم بأي ثمن. إحدى قريبات الرهائن صرّحت في تظاهرة بالقدس:
“دماء أحبائنا على أيدي من يسوّفون ويضيّعون الوقت. لا نريد صفقات جزئية بل حلاً كاملاً”.

– موقف ترامب: بين المكاسب الدبلوماسية وضغط الحلفاء

من جانبه، يسعى ترامب إلى تسجيل اختراق سياسي في الملف، من شأنه أن يعزّز صورته الدولية كوسيط فعال، خاصة في ظل اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن ترامب يمارس ضغطاً مباشراً على نتنياهو، بل ولوّح بـ”إنذار ناعم” لضرورة حسم الصفقة خلال أيام، وإلا فإن الفشل قد يقوّض فرص التهدئة الإقليمية الأشمل.

وتضع هذه الدينامية نتنياهو في موقف حرج: فإما القبول بالصفقة بما تحمله من تنازلات، أو المخاطرة بانهيار التهدئة واستمرار النزيف العسكري والسياسي في آنٍ واحد.

– الواقع الميداني: أرقام تتحدث

عدد الرهائن المتبقين في غزة يُقدّر بـ نحو 50 رهينة، يُعتقد أن قرابة 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة، وهذا الملف الإنساني يمثل أولوية لدى الوساطات الدولية، لكنّ الملف السياسي حول مستقبل غزة يظل العقدة الأكبر.

– هل تنجح الصفقة؟

يمثل لقاء ترامب و نتنياهو اليوم الاثنين مفترق طرق حاسمًا في مصير المفاوضات. ففي حال التوصل إلى اتفاق مبدئي، قد تُفتح نافذة أمل لمرحلة تهدئة تمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ شهور. أما إذا فشلت الجهود، فقد تشهد المنطقة تصعيداً جديداً، لن يدفع ثمنه سوى المدنيون في الجانبين.

الصفقة، إن تحققت، قد لا تكون حلاً شاملاً، لكنها خطوة أولى في طريق طويل نحو تهدئة مشروطة، تتداخل فيها الاعتبارات الإنسانية مع حسابات السياسة الداخلية والخارجية لكل من نتنياهو وترامب.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى