عبر مجلة الجيش.. النظام العسكري يستخدم فزاعة المؤامرات لتكميم أفواه الجزائريين

هبة بريس

أصبح الخطاب الحربي في الجزائر نهجًا دائمًا ولغة رسمية تعبّر عن طبيعة النظام العسكري القائم على عقلية العسكرة وتخويف الجزائريين، حيث وجد نظام العسكر هذا الخطاب وسيلة لتبرير فشله سوى الهروب إلى الأمام عبر أسطوانة “المؤامرات الخارجية”.

رفع ميزانية الجيش

وتم استغلال هذا الخطاب من أجل رفع ميزانية الجيش الجزائري وإقصاء وتعيين الجنرالات الذين يحظون بدعم رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شتقريحة  داخل المؤسسة العسكرية، التي نصّبت نفسها وصيًا أبديا على الشعب واحتكرت مفاتيح الحكم في بلد مغاربي يعيش على وقع العزلة الدبلوماسية الخطيرة.

وفي هذا السياق، لم تجد وزارة الدفاع الجزائرية، عبر افتتاحية مجلة “الجيش” التابعة لها، ما تروّج له سوى الاستمرار في “تعزيز القدرات الدفاعية” و”بناء جيش قوي ومهاب”، حسب زعمها، معتبرة أن هذا التوجه نابع من “وعي” بحجم التحديات، في عالم تعج به الأزمات. لكن الحقيقة أن النظام يختبئ خلف خطاب التهديدات الخارجية ليبرر عسكرة الدولة وتكميم الأفواه وتمديد عمر سلطته غير الشرعية بالبلاد.

دعم الجزائر الحركات الإرهابية

وعلى نفس المنوال، لم تتردد المؤسسة العسكرية في التفاخر بما سمّته “الدبلوماسية الجزائرية النشطة”، التي تدّعي العمل على استعادة الأمن في محيط يعاني من الاضطرابات، بينما الواقع يثبت أن الجزائر، بسياساتها التخريبية، أصبحت عبئًا إقليميًا وعامل توتر عبر دعم حركات إرهابية وانفصالية لزعزعة استقرار دول الجوار.

فالادعاء بـ”مبادئ حسن الجوار” و”احترام السيادة” و”حل النزاعات سلميا”، ليست سوى شعارات فارغة تُستخدم للاستهلاك الإعلامي، بينما نظام العسكر يواصل استغلال القضايا الخارجية للتغطية على أزماته الداخلية المتراكمة، من فساد وانسداد سياسي وفقدان تام للثقة الشعبية في حكام قصر المرادية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى