معبر سبتة المحتلة.. الجالية المغربية تواجه ظروفاً صعبة في رحلة العبور إلى الوطن

عمر الرزيني-تطوان

يشهد معبر سبتة المحتلة هذه الأيام اكتظاظاً شديداً وطوابير طويلة من سيارات أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في مشهد بات يتكرر كل صيف وسط انتقادات متزايدة للظروف غير الإنسانية التي يمر بها المسافرون.

وبحسب شهادات متطابقة، يضطر مئات المواطنين، بينهم نساء وأطفال ومسنون، للانتظار لساعات طويلة قد تتجاوز ست ساعات تحت أشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة، دون توفير المرافق الأساسية كالماء البارد أو المراحيض أو فضاءات للراحة.

ورغم الجهود الموسمية التي تبذلها بعض الجهات المعنية لتأمين مرور سلس خلال عملية “مرحبا”، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن اختلالات تنظيمية واضحة، أبرزها بطء الإجراءات، ونقص التنسيق بين المصالح الأمنية والإدارية، سواء من الجانب المغربي أو الإسباني.

تعالت خلال الأيام الماضية أصوات من داخل الجالية المغربية تدعو إلى تدخل حكومي سريع لوضع حد لهذه المعاناة المتكررة، خاصة في ظل ارتفاع أعداد المسافرين خلال فترة الصيف، وما يرافقها من ضغط كبير على المعابر الحدودية.

وطالبت فعاليات من المجتمع المدني المغربي، إلى جانب جمعيات للجالية في أوروبا، بتحسين ظروف الاستقبال وتوفير شروط العبور الكريم، مؤكدين أن المواطنين لا يدخلون إلى دولة أجنبية، بل يعودون إلى وطنهم، وهو ما يستوجب احتراماً لحقوقهم وضماناً لكرامتهم.

ورغم تكرار نفس المشهد كل سنة، لم تُسجّل إلى حدود الساعة خطوات ملموسة لتحسين وضعية المعابر، مما يطرح تساؤلات حول جدية التعاطي مع هذا الملف الذي يهم مئات الآلاف من المغاربة المقيمين بالخارج، والذين يشكلون ركيزة اقتصادية واجتماعية مهمة للبلاد.

ويبقى الأمل معلقاً على تحرك فعلي من الجهات المعنية، سواء على المستوى المركزي أو الجهوي، لوضع خطة شاملة وعملية تضمن مروراً إنسانياً ومنظّماً، يعكس مكانة وحقوق أبناء الجالية المغربية في أرض الوطن



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى