
منع طالبتين من حفل التخرج بسبب الحجاب يثير جدلاً واسعاً في بلجيكا
هبة بريس – محمد زريوح
أثار قرار منع طالبتين من المشاركة في حفل تسليم الشهادات بثانوية “إميل ماكس” في بلدية “سخاربيك” ببروكسل يوم الجمعة الأخير جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والتعليمية.
القرار جاء بسبب ارتدائهما الحجاب، ما أدى إلى فتح نقاش حول تطبيق القوانين الداخلية في المؤسسات التعليمية في بلجيكا.
فاجأت الطالبتان، اللتان تميزتا في دراستهما بنجاح، بقرار منع مشاركتهما في الحفل على الرغم من التزامهما الكامل بقواعد المدرسة طوال السنة الدراسية.
إذ كانتا تخلعان الحجاب عند مدخل المدرسة وفق تعليمات الإدارة، ورغم ذلك تم عزلهما في يوم الحفل ولم يتم ذكر اسميهما ضمن المتفوقين، رغم حصول إحداهما على ميزة الامتياز.
وفقًا لما تم توثيقه من أحد الحاضرين على مواقع التواصل الاجتماعي، تم منع الفتاتين من صعود المنصة في بداية الحفل. وقد تم تسليمهما شهادتيهما في الاستقبال بطريقة وصفتها الشاهدة بـ”المهينة والصادمة”، مشيرة إلى أن الفتاتين تم التعامل معهما وكأنهما غير موجودتين في الحفل.
بعض المؤيدين لهذا القرار دافعوا عن تطبيقه باعتباره تنفيذاً صارماً لقوانين المدرسة التي تمنع الرموز الدينية في الفضاء المدرسي.
وقد شددوا على ضرورة الحفاظ على الحياد في المدرسة، خاصة في المناسبات الرسمية التي تعتبر فرصة لإظهار حياد المؤسسة التعليمية.
في المقابل، اعتبر المعارضون للقرار أن ما حدث يشكل تمييزاً دينياً واضحاً وانتهاكاً لحرية التعبير والمعتقد.
هؤلاء عبروا عن استيائهم من تطبيق القوانين على الفتاتين رغم التزامهما بكافة القواعد المدرسية طوال السنة الدراسية.
في سياق حقوقي، وصف العديد من النشطاء ما جرى بـ”الإقصاء الممنهج” ضد الطالبتين.
وأكدوا أن القرار يمثل “وصمة عار” على النظام التعليمي البلجيكي، مشيرين إلى أن الطالبتين لم تخرقا أي قواعد تبرر هذا التصرف.
المعارضون اعتبروا أن القرار يعكس تمييزًا دينيًا مغلفًا بالقوانين المدرسية، مؤكدين أن هذه الحادثة تكشف عن نزعة إقصائية تجاه الأقليات الدينية في المجتمع البلجيكي.
وأشاروا إلى أن هذا النوع من السياسات يعزز الانقسامات داخل المجتمع.
عدد من المنظمات الحقوقية في بلجيكا عبرت عن استنكارها لهذا التصرف، معتبرة أن ما حدث يشكل “إسلاموفوبيا مقنعة بالقوانين”.
وأكدت على ضرورة تغيير سياسات المدرسة لتكون أكثر احترامًا للتنوع الديني والثقافي في المجتمع البلجيكي.
من جانب آخر، اقترحت هذه المنظمات تعديل القوانين التي تحظر الرموز الدينية في المدارس، مع التأكيد على ضرورة تضمين آليات تحترم التنوع الثقافي والديني داخل المؤسسات التعليمية.
في النهاية، أكد بعض الخبراء في الشؤون التعليمية أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى تعزيز العزلة الاجتماعية للمجتمعات الدينية المختلفة، مما قد يساهم في تفاقم التوترات العرقية والدينية.
وأضافوا أن التعليم يجب أن يكون منبرًا للتواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X