
مهرجان الشواطئ: برمجة فنية متوازنة تراعي الاختلاف على جميع المستويات
هبة بريس – متابعة
عبّر بعض الفنانين المغاربة مؤخرًا عن استيائهم مما اعتبروه إقصاءً ممنهجًا من طرف اتصالات المغرب بخصوص عدم إدراج أسمائهم ضمن برمجة مهرجان الشواطئ، الذي يُنظَّم صيف كل سنة ويُعدّ من أبرز المواعيد الفنية المجانية بالمملكة.
منذ تأسيسه، حرص مهرجان الشواطئ على أن يكون حدثاً فنياً مجانياً ومفتوحاً في وجه الجمهور، يجوب أبرز المدن الساحلية المغربية خلال فصل الصيف، ويجمع عشاق الموسيقى من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، في فضاءات عامة تعكس فلسفة المهرجان القائمة على القرب والاندماج المجتمعي.
ويُعد المهرجان فرصة سنوية للاحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي من خلال عروض موسيقية تجمع بين الأنماط التقليدية والعصرية، وبين الأسماء اللامعة والوجوه الصاعدة، في برمجة تهدف إلى تكريس الانفتاح على جميع الألوان الموسيقية والجهات المغربية.
اختيارات مبنية على التوازن والاحترافية
تؤكد مصادر خاصة على أن اختيار الفنانين لا يتم بطريقة عشوائية أو ارتجالية، بل يخضع لمقاربة مهنية دقيقة تأخذ بعين الاعتبار جودة الأداء الفني، مستوى التفاعل مع الجمهور، التمثيلية الجهوية، والجاهزية التقنية، مع التشاور مع مبرمجين ومنتجين فنيين في مختلف مناطق المغرب.
ويتم اعتماد معايير تحرص على الموازنة بين الفنانين المتمرسين ونجوم الساحة، إلى جانب منح الفرصة لعدد من المواهب الشابة، من أجل تقديم عروضهم في فضاءات مهنية أمام جمهور واسع، ما يجعل المهرجان أيضًا منصة لاكتشاف الأصوات الجديدة ودعمها.
الانفتاح على مختلف الأنماط الموسيقية
يتميز مهرجان الشواطئ بتنوع عروضه الفنية، حيث لا يقتصر على نمط موسيقي واحد، بل يشمل توليفة واسعة من الألوان مثل الشعبي، الغناوي، الراب، الفيوجن، الروك، والجاز، ما يعكس رغبة المنظمين في تلبية مختلف الأذواق والانفتاح على كل التعبيرات الفنية المغربية، التقليدية منها والمعاصرة.
مهرجان متنقل يعكس خصوصيات كل مدينة
كونه مهرجانًا متنقلاً، يتفاعل الحدث الفني مع خصوصيات المدن الساحلية التي يحتضنها. ويتم تكييف البرمجة الفنية وفق طبيعة الجمهور المحلي، ما يُفسّر تكرار بعض الأسماء التي تحظى بإقبال كبير في مناطق معينة، دون أن يُعد ذلك تفضيلًا شخصيًا، بل تلبية لرغبة الجمهور المحلي في لقاء فنانين يعبرون عن هويتهم الثقافية والذوقية.
منصة لدعم الطاقات الفنية المحلية
يُعد المهرجان فرصة فنية حقيقية لأكثر من 200 فنان مغربي وعربي سنوياً، من خلال فسح المجال أمامهم للصعود على خشبات المهرجان وتقديم عروضهم في أجواء احترافية. كما يتم سنوياً ضم فنانين ناشئين بهدف دعمهم وتمكينهم من تجربة الانطلاق والتواصل مع جمهور واسع، ما يعكس التزام المهرجان بتعزيز الحضور الفني المغربي وإثراء الساحة الموسيقية الوطنية.
وشهد مهرجان الشواطئ في نسخته الحالية إقبالاً جماهيرياً واسعاً ونجاحاً خاصاً، سواء على مستوى التنظيم أو تجاوب الجمهور، خاصة أن هذه الدورة تزامنت مع الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، مما أضفى على السهرات طابعاً احتفالياً مميزاً، عكس روح الانتماء والوطنية التي يعيشها المغاربة في هذه المناسبة الوطنية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X