
مهرجان كازا إيفنت.. فضاء للنخبة وإقصاء للساكنة والوالي امهيدية خارج التغطية
هبة بريس _ الدار البيضاء
قامت شركة التنشيط و التظاهرات “كازا إيفنت ” التي يديرها محمد الجوهري نهاية الشهر الماضي بتنظيم مهرجان “كازا ويك موسيقى” و الذي عرف حضور عدة نجوم عالميين، كلفت ميزانية ضخمة تتجاوز ملايير السنتيمات ممولة من المال العام، أي من خزينة الدولة التي تُملأ من جيوب المواطنين.
لكن المفارقة الصادمة تكمن في أن هذا المواطن، الذي يُفترض أنه الممول الأول لهذا المهرجان و ذلك بدفع جميع مستحقاته الضريبية للدولة، يُمنع من الحضور إلا إذا دفع ثمن التذكرة.
هذا المهرجان الذي سُوّق له تحت شعار “تعزيز الثقافة” و”إثراء المشهد الفني”، يتحول في الواقع إلى منصة ترفيهية حصرية للأثرياء و المحظوظين أما غالبية البيضاويين فهم غير مرحب بهم.
و يتساءل الشارع البيضاوي كيف يمكن أن يُستخدم مالهم لتمويل ترفيه لا يشملهم، لسنا ضد الفن، ولا ضد المهرجانات، بل ندرك تمامًا أهمية الثقافة والفن في حياة الشعوب، لكن حين يُصبح دعم الفعاليات الفنية أداة لإقصاء المواطن البسيط، وامتيازًا لنخبة قادرة على الدفع، فإن الأمر يتجاوز كونه تنظيمًا سيئًا ليصبح انحرافًا عن مبدأ العدالة الاجتماعية.
كما يتساءل المواطن البيضاوي كيف وافق مهيدية والي الدار البيضاء الكبرى وممثل جلالة الملك الذي لن يقبل بهذا الميز العنصري لهذا المهرجان الممول من دافع الضرائب (وافق) و أعطى الضوء الأخضر على تنظيم هذا المهرجان.
و كان من الأجدر على “كازا إيفنت “إن كانت فعلاً تؤمن بأهمية الفن للجميع، أن توفّر إما دخولًا مجانيًا جزئيًا للصفوف الأخيرة على الأقل كما فعل مهرجان موازين أو أن تبحث عن تمويل خاص بدلاً من تحميل دافعي الضرائب عبء تمويل ترفيه لا يُتاح لهم، ففي الدول التي تحترم مواطنيها، لا يُقصى المواطن عن فعاليات مموّلة من أمواله.
محمد الجوهري مدير “كازا ايفنت” الذي فشل فشلا ذريعا من تعيين سنة 2014 من طرف الوالي السابق سفير في تنظيم أي تظاهرة فنية أو تظاهرة رياضية بل تسبب في كوارث تنظيمية كانت آخرها وفاة المشجعة الرجاوية نورا.
و بل حتى الوالي الحالي مهيدية سبق له انتقد “كازا إيفنت” في شخص مديرها العام محمد الجواهري وحمله مسؤولية غیاب تصور ثقافي وفني بالبيضاء، معتبرا برنامجه الذي يشمل الأشهر المقبلة، ضعيف ومستنسخ، ولا يتلاءم مع إشعاع العاصمة الاقتصادية.
و أكد مهيدية غاضبا أن برامج شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات «كازا إيفينت»، يتضمن أنشطة مكررة في فضاءات تعيق التوزيع المجالي للبرامج الفنية، إضافة إلى ما سماها «بؤس» محتواها الذي يهتم بفئات بعينها.
و الدليل على ما قاله مهيدية، هل سبق لكازا إيفنت، تنظيم مهرجان فني او نشاط ثقافي او رياضي بالهراويين ، سيدي مومن، مولاي رشيد، مدينة الرحمة ….
و شهد شاهد من أهلها، حتى لا يقول أننا نحرض ضد الفتى المذلل محمد الجواهري الذي بقى في منصبه صامدا رغم تعاقب خمس ولاة على الحاضرة الاقتصادية للمملكة المغربية.
و يبقى سؤال البيضاويين من يحمي الجواهري في منصبه الأبدي رغم فشله بالنهوض الفني و الثقافي للمدينة الأكثر كثافة سكنية بالمغرب، بل تسبب في ميز عنصري بين أبناء العاصمة الإقنصادية لم تشهده البيضاء من استقلال المغرب.
و لنا عودة في مقال أخر عن ميزانية كازا افنت و غيابها عن ردار المجلس الأعلى للحسابات.
إن مسؤولية الدولة ليست فقط في ضمان إقامة الفعاليات، بل أيضًا في ضمان شموليتها وعدالتها. فالثقافة التي تُباع بالتذكرة ليست ثقافة عامة، بل سلعة تجارية، وإذا كان الأمر كذلك، فلِمَ تُموّل من المال العام أصلًا؟
ختامًا، لا بد من وقفة حقيقية لمراجعة السياسات الثقافية و الفنية للدار البيضاء، وضمان أن تُصرف أموال الشعب لصالح الشعب، لا لصالح الحفلات الخاصة والنخبوية. فالثقافة حق، وليست امتيازًا.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X