
ميدلت بين مؤهلات طبيعية وانتظارات تنموية
هبة بريس – ميدلت
مدينة ميدلت، الواقعة بين الأطلس الكبير والمتوسط، تُعد من أغنى المناطق طبيعيًا في المغرب، بفضل موقعها الجبلي، مناخها الفريد، ومواردها الطبيعية المتنوعة، من المعادن إلى الفلاحة الجبلية، مرورًا بالسياحة البيئية.
ومع ذلك، تعيش المدينة نوعًا من التهميش التنموي الذي لا يعكس أبدًا إمكانياتها الحقيقية.
ثروات طبيعية… بلا أثر تنموي
ميدلت تحتضن مناجم مهمة مثل منجم “ميبلادن” وغيره، وتنتج كميات مهمة من التفاح ومياه العيون الطبيعية، ما يجعلها غنية بالثروات. لكن السؤال الذي يُطرح بإلحاح: أين تنعكس هذه الثروات على حياة السكان؟ ضعف في البنية التحتية، محدودية فرص الشغل، ونقص كبير في الخدمات الصحية والتعليمية، كلها مظاهر تُفقد المدينة بوصلة التنمية.
السياحة الجبلية… إمكانات بلا استثمار
المناظر الخلابة مثل جبل العياشي، وعيون مائية رائعة، ومسارات جبلية ساحرة، تجعل من ميدلت وجهة مميزة لعشاق الطبيعة. لكن غياب البنيات السياحية، ضعف الترويج، وغياب رؤية سياحية واضحة جعل هذه الكنوز مدفونة في صمت إداري مزمن.
البنية التحتية… معاناة يومية
الطرق المهترئة، غياب النقل الحضري المنتظم، تدهور الخدمات البلدية، كلها تعكس غيابًا حقيقيًا لأي تصور عمراني متكامل. ميدلت تبدو وكأنها تسير بجهد ذاتي، دون دعم فعلي من الجهات المركزية أو حتى الجهوية.
وهنا يُطرح السؤال: هل يتحرك عامل إقليم ميدلت الحالي؟
الساكنة تتساءل بصوت مرتفع: هل العامل الحالي على دراية بحجم الانتظارات؟ فقد عرف الإقليم خلال فترة العامل السابق نوعًا من الحركية والمبادرات التي أنعشت الآمال، وإن بشكل محدود. لكن اليوم، تبدو الأمور أكثر جمودًا، والمواطن لا يلمس حضورًا فعّالًا أو تواصلًا مباشرًا مع همومه اليومية. فهل من تغيير في الأفق؟ أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟
هل من التفاتة؟
هل تنتظر ميدلت أن تُدرج في أجندة الإصلاح فقط بعد حدوث الكارثة؟ أين وزارة الداخلية؟ أين برامج التنمية الجهوية؟ أين المشاريع التي تضع الإنسان قبل الحجر؟
ميدلت لا تطلب صدقة، بل فقط أن تُعامل بعدالة، بما تستحقه من اهتمام، وأن يتم استثمار ثرواتها لصالح أبنائها، لا ترحيلها دون أثر يُذكر.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X