والي مراكش “بن شيخي” يسابق الزمن لإخراج مشاريع “راكدة”

محمد الهروالي- هبة بريس

منذ تعيينه والياً بالنيابة على جهة مراكش – آسفي، أثبت رشيد بن شيخي أن الزمان ليس وحده من يسابقه، بل هو الآخر يسابق الزمن ليحدث تغييراً جوهرياً في تسيير المشاريع التنموية المتعثرة أو الراكدة، التي لطالما كانت تؤرق سكان المدينة الحمراء. ففي وقت قياسي، أطلق بن شيخي ديناميكية جديدة، مستندة إلى حزم إداري ومواكبة ميدانية دقيقة، والتي بدأت في إحداث تحولات كبيرة على أرض الواقع.

تحريك مياه المشاريع الراكدة

ما يميز خطوة بن شيخي هو الجرأة في مواجهة التحديات التي كانت تعرقل تقدم مشاريع حيوية، والتي طالما ظلت تراوح مكانها في دوامة البطء والتعثر. ففي قلب مراكش، انطلقت مجموعة من الأوراش الاستراتيجية التي كان لها الأثر الواضح على النسيج الحضري للمدينة، حيث تصدر مشروع تأهيل ساحة جامع الفنا وتهيئة زنقة جليز، إضافة إلى إنجاز مرآب تحت أرضي بساحة الحارثي، مشهد التحولات الحضرية التي أضحت واقعاً ملموساً.

لكن الأبرز في سياسة بن شيخي هو تركيزه على متابعة الأشغال ميدانياً، إذ لم يقتصر دوره على إصدار التعليمات الإدارية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى توجيه تعليمات صارمة بشأن الالتزام بالمواصفات التقنية والجودة، إضافة إلى ضمان عدم تأثير هذه المشاريع سلباً على الحياة الاقتصادية والسياحية النشطة في المدينة.

نهج جديد يعيد الأمل

لقد أعادت هذه الدينامية الجديدة الأمل إلى الكثير من المتتبعين، سواء من المنتخبين أو المهنيين، الذين بدوا في تصريحاتهم متفائلين بما يحدث على أرض الواقع. لقد أصبح من الواضح أن مرحلة التراخي قد انتهت، وأن المركز الجهوي للاستثمار بات في طريقه لاستعادة دوره الفعال كمحرك حقيقي للتنمية الحضرية في مراكش.

وقد أكد العديد من المتابعين أن حضور بن شيخي الميداني كان له دور محوري في هذه التحولات، حيث اعتبروا أن هذا الحضور لا يمثل مجرد خطوة بروتوكولية، بل هو ضرورة لضمان حسن تنفيذ المشاريع ومراقبة التقدم الميداني على الأرض، بعيداً عن التجاذبات السياسية التي غالباً ما كانت تُعرقل النهوض بالمشاريع الجهوية.

– رسائل قوية تحرك المياه الراكدة

لا شك أن هذه الإجراءات قد أحدثت زلزالاً في بركة المشاريع الراكدة التي كانت تفتقد للمراقبة الفعالة والجدية. بحسب أصوات محلية، يمكن القول إن بن شيخي قد ألقى فعلاً “حجراً ثقيلاً” في هذه البركة الراكدة، وجعل الجميع يدركون أن هناك عيوناً ساهرة، تراقب وتتابع عن كثب، وتضمن أن هذه المشاريع لا تتحول إلى مجرد شعارات سياسية أو أدوات انتخابية.

– التحدي المستقبلي

ويبقى السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه اليوم: هل سيتمكن بن شيخي من ترسيخ هذه الديناميكية في عمل الإدارة الترابية وضمان استمراريتها؟ أم أن مقاومات “الجمود الإداري” وجيوب مقاومة التغيير ستظل قادرة على التمدد مجدداً، محاولين إحباط هذه الجهود في ظل التحديات التي قد تظهر على الطريق؟

الساعات القادمة قد تحمل الإجابة، لكن ما هو مؤكد اليوم أن مراكش على أعتاب حقبة جديدة، وأن بن شيخي يسابق الزمن لتنفيذ مشاريع تنموية حيوية تليق بمكانة المدينة وتاريخها العريق.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى