العثور على راعي غنم قاصر مشنوقاً في ميدلت.. ومطالب حقوقية وسياسية بفتح تحقيق عاجل

في مشهد مؤلم يهز الضمير، تم العثور يوم الإثنين 16 يونيو الجاري على طفل قاصر يبلغ من العمر 15 سنة، مشنوقاً قرب مجرى مائي (قادوس) بمنطقة أيت زعرور، التابعة لجماعة أغبالو اسردان بإقليم ميدلت، وسط أجواء من الحزن والذهول تخيم على سكان المنطقة.

الضحية، المسمى قيد حياته (ب.م)، والذي يشتغل والده رباعاً لدى أحد الفلاحين بالمنطقة، خرج كعادته لرعي الغنم، قبل أن تعود القطيع وحده إلى المنزل، ما أثار قلق العائلة ودفعها إلى الخروج للبحث عنه. وبعد ساعات من الترقب، عُثر عليه جثة هامدة معلقة بحبل قرب “قادوس”، في ظروف وصفت بـ”الغامضة والمثيرة للريبة”.

فرضية الانتحار مستبعدة.. وشكوك حول جريمة قتل
رغم ما بدا عليه المشهد من أول وهلة، تشير المعطيات الأولية المسربة محلياً إلى استبعاد فرضية الانتحار، مما يعزز أكثر فأكثر احتمال وجود جريمة قتل تقف وراء هذه الوفاة المفجعة. ووفقاً لشهادات متداولة، تم العثور على أدوات الحادث — حبل وأعواد — يُعتقد أنها تعود لشخص معروف بالمنطقة سبق أن طاله الحديث في تهديدات وقضايا سابقة.

هذه المعطيات، إلى جانب غياب مؤشرات على محاولة انتحار، تثير شكوكاً قوية بشأن طبيعة الوفاة، وسط مطالب متزايدة بفتح تحقيق معمق وشفاف لتحديد المسؤوليات وإنصاف الضحية وأسرته.

ردود فعل غاضبة: مطالب بتحقيق عاجل وصوت “العدالة” يعلو
قضية وفاة الطفل محمد (كما تم تداوله) أثارت موجة واسعة من الاستنكار الشعبي وردود الفعل الحقوقية والسياسية. فقد أصدرت الشبيبة الاتحادية بإقليم ميدلت بياناً شديد اللهجة، طالبت فيه بفتح تحقيق عاجل ونزيه في ملابسات الوفاة، محذّرة من “محاولات مشبوهة لطمس الحقيقة”، ومؤكدة أن الواقعة تضرب في العمق ثقة المواطن في العدالة ومؤسسات الدولة.

الشبيبة عبّرت أيضاً عن تضامنها الكامل مع أسرة الضحية، مشددة على حقها المشروع في الوصول إلى الحقيقة، داعية النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرشيدية إلى التعامل مع هذا الملف بما يتناسب مع خطورته ووقعه على الرأي العام.

غضب على مواقع التواصل: #كلنا_محمد
موازاة مع ذلك، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة تحت وسم #كلنا_محمد، داعين إلى تحقيق العدالة للطفل القاصر، ومتهمين جهات نافذة بـ”محاولة التستر على الجريمة” و”التأثير على مسار التحقيق”، بل وتحدثت منشورات متداولة عن دفع مبالغ مالية ضخمة – قُدّرت بعشرات الملايين من السنتيمات – في محاولة لإسكات أصوات تطالب بالحقيقة.

وجاء في أحد المنشورات: “من قتل راعي الغنم الصغير؟ من يحاول طمس الجريمة؟ دم هذا الطفل أمانة في أعناقنا، وكرامة الفقراء ليست أقل شأناً من أصحاب النفوذ.”

نداء للضمير الوطني: “نريد عدالة لا تميز بين أبناء الوطن”
هيئات مدنية وحقوقية أطلقت نداءً صريحاً إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرشيدية، وإلى كافة الأجهزة القضائية والأمنية، لإعادة فتح التحقيق والنظر بجدية ومسؤولية في القضية، ملوّحة بوجود “تلاعبات” شابت التحقيقات الأولية.

وجاء في أحد النداءات: “نحن لا نكتب بدافع الإثارة أو الاتهام، بل بدافع الواجب. نريد وطناً يُعامل فيه أبناؤه بعدل، لا حسب انتماءاتهم أو أصولهم الاجتماعية.”



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى