الريف في شبه عزلة.. والخط الجوي الحسيمة – ملقا لا يزال “حديث الرفوف”

فكري ولدعلي هبة بريس

رغم كل ما قيل ويُقال، ما زال حلم ربط مطار الحسيمة بمطار ملقا الإسباني عالقاً بين الرفوف ودهاليز الاجتماعات. وعود بالجملة، عبارات رنانة تتكرر كل موسم، لكن الواقع يظل كما هو: لا طائرات، لا رحلات، ولا حتى جدول زمني واضح.

الغريب في الأمر أن كل من يُسأل من المسؤولين يجيب بكلمة واحدة: “قريباً”، لكن هذا “القريب” يبدو بلا نهاية. موسمٌ صيفيٌ آخر يطرق الأبواب، ومعه تبدأ معاناة الجالية المغربية المقيمة في أوروبا، التي تجد نفسها مجبرة على الترحال من مطارات بعيدة للوصول إلى مدنها وقراها في الريف، وسط تعب ومصاريف إضافية.

رغم أن مطار الشريف الإدريسي بالحسيمة خضع لأشغال التوسعة والتأهيل، إلا أن خدماته ما تزال محدودة، وكأن ما تحقق على الأرض لا يعني شيئاً ما دامت الطائرات لا تحط فيه إلا نادراً.

من جهة أخرى، تشهد تذاكر الطيران نحو الحسيمة من بلجيكا وهولندا على وجه الخصوص، ارتفاعاً جنونياً في الأسعار. ثمن الرحلة إلى الحسيمة قد يفوق أحياناً ثمن السفر إلى تايلاند أو كندا! وضع غير منطقي يضع الجالية أمام خيارات صعبة، ويدفع كثيرين إلى مقاطعة السفر نحو المنطقة.

ويبقى السؤال الذي يردده الريفيون بصوت واحد:
لماذا لا تُعامل الحسيمة مثل غيرها من المدن؟
أين خطوط مدريد، برشلونة، باريس وبروكسيل؟
وهل من المقبول أن تبقى هذه المدينة، التي تتوفر على بنية تحتية جاهزة، رهينة الإقصاء الجوي؟

المسألة ليست ترفاً ولا نزوة موسمية، بل مطلب عادل وحيوي، يتعلق بفك العزلة، وربط الريف بالعالم، وتمكين الجالية من صلة رحمها دون عناء أو استنزاف مالي.

الجواب اليوم لم يعد يحتاج إلى “نية حسنة”، بل إلى قرار شجاع وإرادة حقيقية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى