القيادي الاتحادي بوبكري يسخر من لشكر ويصفه ب “الكاذب الأول”

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في خرجة سياسية لافتة ومليئة بالرسائل المشفرة، شنّ محمد بوبكري، القيادي البارز والمرشح للكتابة الأولى داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هجومًا لاذعًا على القيادة الحالية للحزب، في إشارة واضحة إلى الكاتب الأول إدريس لشكر، دون أن يذكره بالاسم.

وجاءت تدوينة بوبكري التي نشرها على صفحته الفايسبوكية تحت عنوان ساخر وناقد: “المؤتمر 11، وجهة نظر: حملة الوعود الكاذبة”، حيث كشف من خلالها كواليس ما وصفه بـ”مصنع للأوهام” داخل مقر الحزب، مع اقتراب موعد المؤتمر الوطني الحادي عشر.

بوبكري، الذي بدا غاضبًا مما آل إليه الوضع داخل الاتحاد، لم يتردد في وصف الزعيم الحالي بـ”الكاذب الأول”، متهما إياه بتوزيع وعود سياسية وهمية على أعضاء المجلس الوطني، وصلت إلى حد وعد أكثر من 140 عضواً بمناصب في المكتب السياسي، في حال دعمه لولاية ثالثة. واعتبر أن هذه الوعود ليست سوى أداة انتخابية مكشوفة لإعادة تدوير نفس الوجوه ونفس الأساليب التي أوصلت الحزب إلى أزمته الحالية.

ولم تتوقف انتقادات بوبكري عند حدود الكذب السياسي، بل تعدتها إلى وصف سلوك القيادة الحالية بـ”التحايل المنهجي”، الذي يرتكز على التملق والمديح الزائف لأطر الحزب، قبل أن يتم التنصل منهم فور انقضاء الحاجة. وسرد مثالاً لبرلمانية سابقة قدمت مقترح قانون للكاتب الأول، حيث كال لها المديح، واعتبر الوثيقة “تاريخية”، ليعود لاحقاً ويأمر برميها في سلة المهملات، واصفًا إياها بـ”الزبل”.

وفي رأي بوبكري، فإن هذه الممارسات لا تندرج في خانة الحيل الانتخابية فقط، بل أصبحت نمطًا تدبيريًا دائمًا داخل الاتحاد، حيث تُدار الأمور بميزان الولاء الشخصي لا بالكفاءة أو المشروع السياسي. بل أكثر من ذلك، يشير إلى أن الزعيم نجح فقط في خلق “تراتبية للكذب”، يتم عبرها توزيع الامتيازات والوعود بحسب مكانة العضو وموقعه في هرم التبعية.

ومن خلال هذه التدوينة، يتهم بوبكري القيادة الحالية بعدم تقديم أي مشروع إصلاحي أو برنامج إنقاذي مقنع، بل الاكتفاء بإنتاج منظومة مغلقة، عنوانها الأبرز “لا أحد قادر على قيادة الاتحاد غير الزعيم”، وهي عبارة يصفها بوبكري بالساذجة، وكأن مهمة القيادة المقبلة ستكون فقط “تكوين من سيخلف الزعيم”.

ورغم مرارة النقد، يختم بوبكري تدوينته بإشارات أمل في قدرة المناضلين الحقيقيين داخل الحزب على إحداث التغيير، والتصدي لما سماه بـ”ترسانة الكذب والولاءات الزائفة”، معتبراً أن استرجاع الحزب لوهجه التاريخي يمر عبر القطع مع هذا النمط التدبيري المُنهك.

وفي ظل هذه الاتهامات الثقيلة، والتي سبقتها كذلك تصريحات شديدة للقيادي الاتحادي حسن نجمي ، يبقى المؤتمر الحادي عشر مفترق طرق حقيقي أمام حزب وُلد من رحم الحركة الوطنية، لكنه بات اليوم يعاني من صراعات داخلية قد تحدد مستقبله السياسي لعقود قادمة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى